الحاجة لتقنين قواعد القانون الدولي الصحي: الجذور التاريخية والأسس القانونية والواقعية المعاصرة
أ. د. بدر الدين عبد الله حسن حمد
أستاذ القانون الدولي العام
كلية الأنظمة والدراسات القضائية، قسم الأنظمة
الجامعة الإسلامية، المدينة المنوّرة، المملكة العربية السعودية
الملخص
يهدف البحث إلى دراسة مشكلة تقنين قواعد القانون الدولي الصحي في العصور القديمة والوسطى والعصر الحديث والمعاصر، خاصة بعد انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد -91)، كما يهدف أيضاً لبيان ماهية تقنين قواعد القانون الدولي الصحي، والكشف عن الأسباب والمبرّرات والدوافع لتقنين القانون الدولي الصحي كفرع مستقل من فروع القانون الدولي العام وتوضيح موضوعات القانون الدولي الصحي. وفي سبيل ذلك تمّ تقسيم البحث إلى أربعة مباحث: الأول يتناول تعريف التقنين والتدوين عموماً والمقصود بتقنين القانون الدولي الصحي خصوصاً، والثاني يقدّم تعريف القانون الدولي الصحي وموضوعاته وخصائصه، والثالث يبحث في الجذور التاريخية لنشأة وتقنين وتطوّر قواعد القانون الدولي الصحي، حيث تمّ فيه بيان الإسهامات المتميزة والفاعلة للأحكام الشرعية الإسلامية والفقه الإسلامي والعلماء المسلمين في مسيرة تطوّر قواعد وأحكام ونُظم القانون الدولي الصحي، وأمّا الرابع فيتعرّض لنشأة منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، ومدى تطوّر تقنين القانون الدولي الصحي في وقتنا المعاصر.
وقد انتهى البحث إلى مجموعة من النتائج من أبرزها أنّ هنالك حاجة ملحّة لتقنين القانون الدولي الصحي لأهميته، سواء بالطريقة الرسمية أو عبر الجمعيات والمؤسسات العلمية، أو باجتهاد من أساتذة وشّراح وفقهاء القانون الدولي، وأنّ البداية الفعلية لتطوّر قواعد القانون الدولي الصحي في عام 1851م، مع انعقاد أول مؤتمر في باريس خاص بالصحة. وسجّل البحث أنّ ميثاق منظمة الأمم المتحدة وضع الأسس العامة للتعاون الدولي في جميع المجالات ومن ضمنها المجال الصحي. وأضاف أنّ تأسيس منظمة الصحة العالمية (WHO)، وهي إحدى الوكالات المتخصصة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والتي تتخصّص في مجال الصحة، ساعد كثيراً في تطوير قواعد القانون الدولي الصحي. لكن البحث يشير إلى أنّ ذلك غير كافٍ، وأنّ هنالك حاجة ملحّة لتقنينه خاصة بعد موت الملايين من البشر بسبب الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).
وأوصى البحث بالعمل على إبراز دور وإسهامات العلماء والفقهاء المسلمين في مجال تطوير وتقنين قواعد القانون الدولي عموماً والقانون الدولي الصحي خصوصاً، وضرورة الاهتمام بتقنين قواعد القانون الدولي الصحي لأهميته والحاجة الملحة لتطبيقه في وقتنا الحالي.
كلمات دالة: تقنين، الأوبئة، الجوائح، منظمة الأمم المتحدة، منظمة الصحة العالمية، فيروس كورونا، الفقه الإسلامي، علماء الطب المسلمين.