العقود الذكية الـمدمجة في «البلوك تشين»: أي تحديات لمنظومة العقد حالياًّ؟

د. معمر بن طرية

أستاذ القانون المدني المساعد
كلية الحقوق – جامعة مستغانم – الجزائر

الملخص

يتناول هذا البحث بالدراسة بعض سمات الرقمنة والتحولات التكنولوجية، التي يشهدها مجال المعاملات الإلكترونية، والتي أدت بدون شك إلى هزات بالغة بإحدى أهم مؤسسات القانون وهي مؤسسة العقد، من خلال بروز طائفة جديدة من العقود تدعى «العقود الذكية»، والتي أصبحت تشكل واحدة من التحديات المعاصرة التي تواجهها هذه المنظومة. وتُعد العقود الذكية، على غرار تقنيات أخرى كالبيتكوين أو الإيثريوم، أحد الاستخدامات الخلاَّقة لتكنولوجيا «البلوك تشين»، كتكنولوجيا معلوماتية مُشّفرة، تتولى تخزين المعاملات التجارية المُبرمة وفق ترتيب كرونولوجي (زماني)، لتصبح متاحة للتفحص من الكافة بصفة شاملة ومجانية، كما أن المعاملات المخزنة بها لا تقبل التغيير، التعديل أو التحريف.
وتبحث هذه الدراسة إشكالاً تنطلق منه وهو تحدي مواءمة المنظومة الحالية للعقد مع الفكر الجديد الذي أتت به هذه العقود، المتمثل في الاستعاضة عن فكرة «الوساطة الائتمانية في التعامل (الموثق، البنك، الإدارة،…)، بفكر آخر قائم على نظام التعامل «الند للند Peer-to Peer»، بغرض الرفع من الأمن التعاقدي وتكريس مبدأ التنفيذ الذاتي للعقد دون حاجة للتوسط لدى الغير. وتأتي أهمية البحث في هذا الموضوع بعد الاستجابات التي كشفت عنها بعض الأنظمة المقارنة، بإجازتها التعامل بهذا النمط التعاقدي كالنظام الأمريكي أو بدرجة أقل النظام الفرنسي، كما تسعى هذه الورقة إلى البحث في مزايا وإشكالات إنفاذ العقود الذكية حالياً، والتوصل إلى إيجاد سبل مواءمتها مع المنظومة الحالية للعقد.
وقد خلص البحث إلى جملة من النتائج والتوصيات، لعلها تفيد منظومتنا القانونية في العالم العربي مستقبلاً، والمتمثلة في ضرورة مرافقة هذا النمط التعاقدي الجديد في ظل الفراغ التشريعي، وأن رقمنة المسار التعاقدي بالكامل خطوة تحمل العديد من المخاطر، لذا وجب إحاطة مرحلة الإبرام ببنود واضحة – في إطار عقد أصلي – تضفي على العقد الذكي طابعاً تعاقدياً، ولابد من رسم حدود استخدام هذه العقود كلما اصطدمت مع ثوابت قانون العقد.

كلمات دالة: البلوك تشين، مردودية العقد، إبرام العقد، تنفيذ العقد، الغير المؤتمَن.

البحث كاملا بصيغة PDF (باللغة العربية)