تأثير جائحة فيروس كورونا على العقود التجارية في فرنسا
أ. حبيبة البحوري
كلية الحقوق – جامعة ليون 3 جان مولين – فرنسا
الملخص
لقد شهد العالم انتشار وباء شديد العدوى، مما أدى إلى توقف كبير في النشاط الإنتاجي وبالتالي في العمليات التجارية للشركات. ويتضح لنا أن عواقب هذا الوباء عديدة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما تأثير جائحة كورونا (Covid-19) على العقود التجارية والعمل في فرنسا؟
منذ انتشار الفيروس، قامت السلطات الفرنسية بتبني أدوات قانونية تتعلق بالشركات من أجل التعامل مع آثار الأحداث المستقبلية والتغيرات غير المتوقعة، لاسيما في ما يتعلق بالعقود طويلة الأجل.
ونظرًا لأبعادها العالمية وتأثيراتها القوية على العقود الدولية، فإن جائحة كورونا ستولد سنوات لاحقة من النزاعات من خلال التركيز على استخدام القوة القاهرة. ويقدم هذا البحث شروط القوة القاهرة ويقارنها في ظل الظروف التي تمر بها الدول خلال انتشار هذا الوباء. وبناءً على هذا التحليل، يبين هذا البحث أنه في هذا الحدث الاستثنائي، يُسمح للشركة التي تدعي عدم الوفاء بالتزاماتها، استخدام حجة القوة القاهرة دون أن تكون عرضة لأي اتهام.
في مواجهة حالة عدم اليقين هذه، تتطلب الحكمة من الشريك المتعاقد تحليل وضعه بعناية من أجل تأمين منصبه، مما يعني البدء بمراجعة البنود التعاقدية المطبقة في حالة القوة القاهرة. وبالتالي، في محاولة لاحتواء الأزمة الاقتصادية واسعة النطاق بصفة عاجلة، نفذت الحكومة والمفوضية الأوروبية سلسلة من تدابير الدعم في شكل عدة لوائح لأغراض وقائية تهدف إلى الحد من انتشار الأمراض والحد من تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي. وتهدف هذه الورقة إلى تحليل الإجراءات القانونية والمالية التي تتخذها الحكومة لضمان أقصى قدر من الاستقرار. وتتضمن هذه التدابير بشكل رئيسي وضع حلول للشركات (مساعدات من الدولة، قروض مصرفية) وللموظفين (العمل عن بعد) الذين هم أول ضحايا هذا الوباء.
كلمات دالة: كورونا، الشركات، القوة القاهرة، الإجراءات الحكومية، العمل عن بعد.