القانون المدني .. طائر الفينيق من الحياة إلى الحياة؟!: قـِراءة تحليليـَّة لواقع القانون المدني ضمن المنظومة القانونية
أ. د. محمد عرفان الخطيب
أستاذ القانون المدني
كلية أحمد بن محمد العسكرية
الدوحة، قطر
الملخص
من خلال محاولة أكاديمية تحليلية لواقع القانون المدني، وضمن مخطط بحثي مبسط إجمالي غير تفريعي، يَستند إلى منهجية بحثية مُركبة، تبحث هذه الورقة في حقيقة هذا القانون تأصيليًّا، وهل هو مهددٌ بالزوال أو التحجيم؟! هادفةً من وراء ذلك إلى توضيح فضل القانون المدني على مختلف القوانين ضمن المنظومة القانونية الحالية، وتحديدًا ضمن نطاق ما يعرف اليوم بالقانون الخاص، دون القانون العام. ومؤكدةً أنها لا تسعى – من خلال هذه الطرح إلى الانتقاص أو الطعن من التقسيم القانوني القائم، أو الفقه الخاص بأي من القوانين المرتبطة بهذا التقسيم، بقدر ما أن غايتها إنما تتمثل في استجلاء حقيقة ما يقال حول هذا الخطر «الوجودي» الـمُدعى، والذي يتهدد القانون المدني بالزوال والاندثار.
وقد عرضت الورقة هذه الجدلية من خلال فكرتين رئيستين، بَينت في الأولى ما يمكن تسميته برزايا القانون المدني التي أفضت إلى ما هو عليه اليوم من تحجيم وتقزيم. وكشفت في الثانية عن مَزايا هذا القانون التي تثبت حقيقة أنه هو أصل القانون لا فرعه، وأنه الذات القانونية الغنية المستغنية عن غيرها؛ لتخلص من كل ذلك إلى حقيقتين صادقتين تعبران عن واقع هذا القانون، الأولى: صادمة وذات مدلول ظاهري مُباشر، قوامها أننا أمام قانون يتفكك وينتقل من التعظيم إلى التقزيم. والثانية: مُبشرة وذات مدلول خفي، كونها مُستقرة في عمق هذا القانون، قوامها أن هذا القانون متجدد غير قابل للاندثار، كأنه طائر الفينيق الإغريقي، والروح التي لا تموت.
كلمات دالة: محن القانون المدني، ومزايا القانون المدني، وتجدد القانون المدني، والمنظومة القانونية المدنية، ومستقبل القانون المدني.