العقد والاستجابة للأزمات! جائحة كورونا مثالاً دراسة تأصيلية مقارنة بين الموقفين اللاتيني والأنكلوسكسوني
أ. د. محمد عرفان الخطيب
أستاذ القانون المدني – قسم القانون – كلية أحمد بن محمد العسكرية – الدوحة – قطر
الملخص
وفق منهج تأصيلي معمق ومقارن، يقدم البحث دراسة أكاديمية تتناول كيفية استجابة المنظومتين اللاتينية والأنكلوسكسونية للأزمات ذات الطابع الصحي التي تعصف بالعقد، متخذاً من فيروس «كوفيد 19» نموذجاً لهذه الأزمات، وذلك وفق محورين رئيسين، تناول الأول: الإطار الفلسفي العام لهذا التعامل بين مفهومي الامتناع المستند لمبدأ القوة الملزمة للعقد، والاستجابة المستندة لمبدأ حسن النية، وعرض الثاني: هذا التعامل في إطاره التشريعي الخاص بين فرضيتي: الإنعاش العقدي ممثلاً بنظرية الظروف الطارئة والمشقة، والموت العقدي ممثلاً في القوة القاهرة والإحباط، منهياً كل عرض بتحليل قانوني لطبيعة هذا التعامل والنتائج المترتبة عليه.
وقد خلص البحث إلى نتيجتين رئيستين؛ مفاد أولاهما، أنه ورغم اختلاف وتمايز منهجيات التعامل مع هذه الأزمات بين المنظومتين، إلا أنهما تتفقان على وحدة الهدف بالوصول إلى تنفيذ عقدي عادل ومنصف يستجيب لهذه الأزمات، بينما خلصت الثانية، إلى التأكيد على أن فلسفة التعامل مع هذه الأزمات ستكون حتماً مختلفةً عما قبل جائحة كورونا التي نقلت التعامل مع هذه الأزمات من مبدأ «الاستثناء» المبقي على الأصل إلى فكرة الاستثناء «المبدأ» المتحول إلى الأصل.
عليه أوصى البحث بضرورة تعزيز التقارب التشريعي، لاسيما الموضوعي بين المنظومتين. كما آمل من رجال الفقه والقانون، مزيداً من التفكير والعصف الذهني لمد جسور الفكر والعون للمشرع والمنظومة القضائية بأفكار وطروحات فقهية تساعدهما على بلورة فكر قانوني أكثر اسشترافاً للمستقبل وتحدياته في ضوء جائحة غيَّرت كثيراً من مفاهمينا المتعلقة بالعقد والاستجابة للأزمات.
كلمات دالة: القوة الملزمة للعقد، مبدأ حسن النية، القوة القاهرة، الظروف الطارئة، التوازن العقدي.