تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين في العالم العربي: التفسيرات والتحديات
د. دينا حداد
أستاذ القانون الدولي العام المساعد – كلية القانون الكويتية العالمية
الملخص
لقد كان مفهوم «تمكين» المرأة محل اهتمام منظمات التنمية محليًا ودوليًا. وفي حين تم التعامل معه كجانب اجتماعي – قانوني واقتصادي، فإن الجانب السياسي والقانوني المترتب عليه لم يتعرض للمناقشة بشكل مستمر، مما أدى إلى إهدار أي فرصة لتحقيق المساواة الشاملة بين الجنسين. ومن ثم فقد أصبح مفهوم «التمكين» كلمة طنانة بين الخبراء في مجال التنمية في السياقات الحكومية وغير الحكومية. لذلك، وبالنظر إلى الهيكل القانوني المتاح، تعد التغييرات الأخيرة وجهود المبادرات الدولية بمثابة فهم لنموذجهم المعزز لمفهوم «التمكين» وفعاليته.
يتبع التحليل في هذا البحث المنهجية المقارنة بغرض تقديم نظرة معمقة في أمثلة مختلفة من «التمكين»، من خلال التغييرات التي طرأت على بعض القوانين الوطنية، وما إذا كانت قد نجحت في تحقيق المساواة بين الجنسين أم لا. وفي سبيل تحقيق ذلك، تمت الاستعانة بأمثلة من مختلف دول العالم العربي لتقديم فهم للتمكين، وتفسيراته فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين والتحديات التي يواجهها في المجتمعات المختلفة.
ولأن تمكين المرأة في العالم العربي يعد قضية مركزية في سياق التنمية، ومازال يتعين تحقيق المساواة بين الجنسين في العديد من المجتمعات حول العالم، فإن هذا البحث يقدم مدخلاً وأفكاراً رئيسية تتناول الموقف القانوني الحالي لبعض الدول العربية من حيث المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة.
ويرى البحث بأنه في حين أن بعض الدول قد بذلت جهودًا لتعزيز تمكين المرأة كمفهوم، بالإضافة إلى ممارسته كجزء من سياساتها، فإن للبعض الآخر جهودًا فريدة تعكس تطورات أساسية وناشئة بشكل داخلي. ومع ذلك، فإن هذه الجهود لم تعكس بعد هيكلاً شاملاً يعالج التمكين القانوني والسياسي للمرأة، ناهيك عن الوضع الاجتماعي. كما أن التناقض في مواقف مختلف الدول العربية ليس بالأمر الجديد، حيث إن الافتقار إلى سياسة شاملة قائمة على الحقوق في البلدان العربية قد ساهم في الانفصال بين النمو الاقتصادي وتحديات التنمية.
كلمات دالة: تحديات تمكين المرأة، المساواة بين الجنسين، التنمية الدولية.