الوساطة وأثرها في فض النزاعات بين المسلمين والأوروبيين عبر العصور الوسيطة من القرن الأول حتى نهاية القرن التاسع الهجري (ق1: 9 هـ/7: 15م)
د. عطية الويشي
أستاذ مساعد – قسم التاريخ والحضارة الإسلامية
كلية القانون الكويتية العالمية
الملخص
برغم كثرة المؤلفات في تاريخ العلاقات الإسلامية الأوروبية، لكنَّ غالبية تلك المؤلفات تركَّزت حول الحروب الصليبية بصورة لافتة؛ الأمر الذي تَسَبَّبَ في حدوث حالة من الاستقطاب الأكاديمي حول موضوعات تلك الحروب وما يرتبط بها من أحداث وتداعيات… فيما تراجعت، في غمرة هذا الاستقطاب، بعضُ الحقائق التاريخية المتعلقة بموضوع الوساطة ودورها في إنهاء الحروب وفض المنازعات الإسلامية الأُورُوبية عبر العصور؛ ومن ثَمَّ، فقد أولت هذه الدراسة عنايتها الخاصة بالكشف عن تلك الجهود على امتداد العصور الإسلامية الوسيطة.
وقد استهلت الدراسة بتمهيد حول مصطلح الوساطة بوصفه آليّةً لفض المنازعات، ثم التثنية بتأصيل مبدأ الوساطة في الشريعة الإسلامية وآراء الفقهاء. وقد جاء المطلب الأول ليلقي بنظرة تاريخية على علاقة العرب بالروم الأوروبيين قبل الإسلام، ثم تلاه المطلب الثاني ليقدم تأصيلاً تاريخيًّا لعلاقة المسلمين بالروم الأوروبيين منذ فجر الإسلام، ثم اهتمّ المطلب الثالث برصد تطورات تلك العلاقة ومؤشرات تحوُّلها من التعايش والمسالمة إلى المخاصمة والعداء والمحاربة، وتَناولَ المطلبُ الرابع مبدأ الوساطة في مجال العلاقات الدولية عند المسلمين في صدر الإسلام، وقد ركَّـزَ المطلبُ الخامسُ على جهود الوساطة ودورها في تحقيق المصالحة السياسية، وإقرار السلم بين المسلمين والأُوروبيين على مختلف ساحات المواجهات الحربية بينهما حتى نهاية القرن 9هـ/15م أو بعده بقليل.
ومن أجل الوفاء بمتطلبات المنهجية التاريخية للدراسة، فقد تم الاستناد إلى مجموعة من المصادر والمراجع المهمة، التي أسهمت في تَكامُلِ مسارات تلك الدراسة من مقدمتها حتى خاتمتها، تلك الخاتمة التي جاءت مُتَضَمِّنةً خلاصاتٍ من شأنها: تثبيت الصورة التاريخية عن مبدأ الوساطة، وأهميته في إعادة ترتيب العلاقات الإسلامية الأوروبية على نحو أفضل.
كلمات دالة: الصلح، المساعي الحميدة، المصالحة السياسية، إقرار السلم، أوروبا والإسلام، حوار الحضارات.