كلمة العدد
الحاجة لإعادة الاعتبار لدور المبادئ والقيم المهنية والأخلاقية في القانون والتشريع
أ.د. بدرية عبد الله العوضي
تظهر التطبيقات العملية واليومية للقوانين والتشريعات المعاصرة مشكلات ومعضلات كبيرة متزايدة، تتجلى بشكل رئيس في كيفية التشريع وسن القوانين والقرارات، وفي طريقة التنفيذ والإنفاذ، وفي النتائج والتأثيرات على حد سواء. وتكشف الوقائع الجارية بشكل شبه يومي في المجالات ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بالقوانين والتشريعات المحلية والعالمية وبمن يعملون فيها، عن انحدار وترد غير مسبوقين، وذلك مع الإعلان في دول نامية كثيرة عن فساد مستفحل في الأجهزة الإدارية والحكومية،…
الحاجة لإعادة الاعتبار لدور المبادئ والقيم المهنية والأخلاقية في القانون والتشريع
تظهر التطبيقات العملية واليومية للقوانين والتشريعات المعاصرة مشكلات ومعضلات كبيرة متزايدة، تتجلى بشكل رئيس في كيفية التشريع وسن القوانين والقرارات، وفي طريقة التنفيذ والإنفاذ، وفي النتائج والتأثيرات على حد سواء. وتكشف الوقائع الجارية بشكل شبه يومي في المجالات ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بالقوانين والتشريعات المحلية والعالمية وبمن يعملون فيها، عن انحدار وترد غير مسبوقين، وذلك مع الإعلان في دول نامية كثيرة عن فساد مستفحل في الأجهزة الإدارية والحكومية، والتربوية والتعليمية، وعن رشاوى في المجالس النيابية والهيئات القضائية، وكذلك الإعلانات القديمة والجديدة عن الغش والنصب والاحتيال في مجال المواد الغذائية والأساسية التي يقوم بها عديمو الضمير دون اكتراث بصحة وسلامة الجمهور، وغيرها من الجرائم، التي تنخر كيان المجتمع وتهدد سلامة بنائه ومستقبل أبنائه.
لقد ساد اعتقاد كبير لفترة طويلة بأنّ القواعد القانونية الوضعية كافية لتنظيم الاجتماع البشري وضبطه، باعتبارها قواعد ملزمة لتنظيم سلوك الأفراد في المجتمع، ومقترنة بجزاء مادي يتم توقيعه إذا ما تمت مخالفتها. ويستند هذا الاعتقاد إلى أنّ القانون الوضعي جاء بعد تطور تاريخي واستفاد من المدارس القانونية التي سبقته وهو أفضل صيغة توصلت إليها البشرية لتقنين التعايش، وأنّ القوانين والتشريعات التي تنظم مختلف الجوانب في المجتمع تنشئ نظماً ومؤسسات تكتسب صلابة بفضل تطبيقها، ويتم سد ثغراتها ووضعها موضع التنفيذ بفضل اللوائح التنفيذية والقرارات الإدارية، والاجتهادات القضائية والفقهية المتراكمة. ومن شأن ذلك أن يكرّس التشاركية في وضع هذه القواعد والنظم ويؤكد مفهوم سيادة القانون، وبالتالي تسليم الجمهور بعلويته باعتباره نابعاً منه ومفيداً له في حياته اليومية. وفي سبيل ذلك، ذهبت بعض الأنظمة القانونية الوضعية المتشددة إلى استبعاد أي دور للأنظمة والقيم الدينية، والاجتماعية، والفكرية، والثقافية.
لكن هذا الاعتقاد بكفاية القواعد القانونية الوضعية وجدوى النظم التي أنشأتها وفعاليتها في ضمان أمن المجتمعات وازدهارها، يواجه منذ فترة ليست بالقصيرة، تحديات حقيقية، تعكسها كثرة جرائم الفساد المالي والإداري التي يرتكبها مشرعون وسياسيون وإداريون واقتصاديون وقانونيون وقضاة وتجار وأطباء وممرضون وغيرهم في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، بالإضافة إلى استفحال جرائم العنف والقتل والتوحش التي يرتكبها أفراد وعصابات ودول على حد سواء، لتحقيق مصالح خاصة، بالاستناد إلى مزاعم مزيفة وادعاءات مزورة. وقد أصبحت هذه الأعمال الإجرامية ظواهر اجتماعية تشكل تهديداً للأمن والسلم الاجتماعي على المستويات المحلية، كما تمثل أيضاً تهديداً للأمن والسلم العالمي، باعتبار أنّ المجتمعات الإقليمية والعالمية هي وحدات مترابطة وتتأثر ببعضها بعضاً.
ويعزو كثير من فقهاء علم القانون والاجتماع أسباب ارتكاب هؤلاء المسؤولين لهذه الجرائم إلى ضعف الوازع الأخلاقي وعدم احترام القيم المهنية والاجتماعية، وغلبة الجشع والانتهازية والأنانية وغيرها من العوامل.
وفي ضوء ذلك، فإنّ هذه التحديات التي تواجهها الأنظمة القانونية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية المعاصرة، وقصورها الواضح في التصدي للجرائم الاجتماعية المستفحلة، تستدعي الحاجة إلى تفعيل دور المبادئ والقيم المهنية والأخلاقية في المجالات كافة، والتشريعية والقانونية خاصة، وذلك من خلال لجان ومجالس القيم المهنية في البرلمانات والحكومات والمجالس القضائية أولاً وقبل غيرها، لأنّها جهات فاعلة ومؤثرة، بالإضافة إلى تعزيز حرية التعبير وحرية الإعلام ونزاهته باعتبارهما ضمانات أساسية لحسن أداء السلطات واحترام سيادة القانون وعلويته.
كما تبدو الحاجة ماسة أيضاً إلى تعزيز البعد الأخلاقي والقيمي في المناهج التربوية والدراسية في مختلف المستويات التعليمية، وإعادة الاعتبار إلى مؤسسات التنشئة والتربية الدينية. وكذلك إلى تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية والمهنية والإعلامية المختلفة ومنظمات المجتمع المدني، فيما يتعلق بضرورة إعادة الاعتبار للمبادئ والقيم المهنية والأخلاقية في أعمالها وأدائها.
وفي هذا الإطار نستحضر أبيات الشاعر العربي أحمد شوقي الشهيرة بشأن الأخلاق، والتي تؤكد بشكل عميق الدور المحوري لها في المجتمعات، حيث جاء فيها:
اإنّما الأمم الأخلاق ما بقيت… فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه… فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
إذا أصيب القوم في أخلاقهم… فأقم عليهم مأتماً وعويلاًب
المحتوى
أبحاث و دراسات باللغة العربية
طبيعة التزام الشركة التجارية بالمسؤولية المجتمعية: دراسة قانونية تحليلية
د. آلاء يعقوب يوسف
أستاذ القانون التجاري المشارك
كلية القانون، جامعة الشارقة، الإمارات
القيمة القانونية لمبدأ المواجهة في الإجراءات التأديبية: دراسة تحليلية في ظل قانون الخدمة المدنية الكويتي والقانون المقارن
د. علي سعود الظفيري
أستاذ القانون العام المشارك
كلية القانون الكويتية العالمية
السياسة الشرعية وتطبيقاتها في قانون الأحوال الشخصية الكويتي
د. علي سليمان الصالح
عضو هيئة التدريس، قسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت
الأحكام الخاصة بتفتيش المركبات في القانونين الأمريكي والكويتي: دراسة مقارنة
د. يوسف حجي المطيري
أستاذ القانون الجزائي المشارك
قسم القانون، كلية الدراسات التجارية
الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، دولة الكويت
أ. منال مطلق المطيري
باحث قانوني، ماجستير قانون
كلية الحقوق، جامعة الكويت
الاستحواذ وأثره على إدارة الشركة المستهدفة
أ. نايف معاشي المطيري
عضو جمعية المحامين الكويتية
الحبس التنفيذي في الحقوق المالية الخاصة بالقضايا الجنائية في النظام السعودي
د. مصطفى محمد بيطار
أستاذ القانون الجنائي المشارك
كلية الحقوق، جامعة الملك عبد العزيز، جدة، المملكة العربية السعودية
د. هشام موفق عوض
أستاذ قانون المرافعات المساعد
كلية الحقوق، جامعة الملك عبد العزيز، جدة، المملكة العربية السعودية
عقبات تنفيذ الأحكام القضائية في ضوء القانون الإماراتي
أ. د. سيد أحمد محمود
أستاذ قانون الإجراءات المدنية والتحكيم
كلية القانون، جامعة الشارقة، الإمارات
كلية الحقوق، جامعة عين شمس، القاهرة
د. محمود إبراهيم فياض
أستاذ القانون المدني المشارك
كلية القانون، جامعة الشارقة، الإمارات
التغيرات الطارئة بعد القبض على المبيع المعيب وأثرها على خيار العيب في الفقه الإسلامي وما عليه العمل في القانون المدني الأردني*
أ. د. عبد المجيد محمود الصلاحين
أستاذ الفقه وأصوله وعميد سابق
كلية الشريعة، الجامعة الأردنية
الإطار القانوني لسد الفجوة الرقمية في مجال صناعة برامج الحاسب الآلي: دراسة مقارنة
أ. د. مؤيد أحمد عبيدات
أستاذ القانون التجاري
كلية القانون، جامعة الشارقة، الإمارات
د. محمد مرسي عبده
أستاذ القانون التجاري المشارك
كلية القانون، جامعة الشارقة، الإمارات
كلية الحقوق، جامعة حلوان، مصر
تطور مبدأ الأمن القانوني وأثره في إرجاء آثار حكم الإلغاء
أ. د. محمد فوزي نويجي
أستاذ القانون العام
كلية القانون، جامعة قطر
التفريق القضائي وإشكاليات التنفيذ: دراسة تحليلية لمواد التفريق القضائي في قانون الأحوال الشخصية العماني وتطبيقاته القضائية والرأي الفقهي فيها
د. صالح بن سعيد المعمري
أستاذ مساعد، وعميد كلية الحقوق
جامعة الشرقية، سلطنة عمان
إشكالات بيع العقار لقاء الإعالة في التشريع الأردني
د. نعيم علي العتوم
أستاذ القانون المدني المشارك, كلية القانون،
جامعة اليرموك، الأردن
الضمانات القانونية لعملية الاقتراع في الممارسات الدولية الفضلى وتطبيقاتها في التشريع الأردني: دراسة مقارنة
د. علي محمد الدباس
أستاذ القانون العام المساعد، كلية الحقوق
جامعة البترا، الأردن
التحكيم في مجلة الأحكام العدلية: دراسة تحليلية مقارنة بين قواعد التحكيم في الفقه الإسلامي والقانون الوضعي (القطري والعماني والكويتي)
د. طارق جمعة راشد
أستاذ القانون الخاص المشارك
كلية القانون، جامعة قطر
أ. توفيق سلمان أهوا
باحث وطالب بالدراسات العليا
كلية القانون، جامعة قطر
أبحاث و دراسات باللغة الأنجليزية
القانون الكويتي رقم 12 لسنة 2020 بشأن حق الاطلاع على المعلومات: قراءة تحليلية
د. طلال العدواني
أستاذ القانون التجاري المساعد
كلية القانون الكويتية العالمية