كلمة العدد
جائحة فيروس كورونا.. محدودية أداء المنظومات الدولية الصحية والقانونية
أ.د. بدرية عبد الله العوضي
في إطار السعي لحفظ حياة البشرية ولتنظيم وتطوير العلاقات بين الدول والمجتمعات البشرية في فترة ما بعد الحربين العالميتين، وما سبقهما وتخللهما من الأمراض والأوبئة مثل الأنفلونزا الإسبانية التي تفشت في أوروبا والعالم وأدت إلى وفاة أكثر من 50 مليون شخص في عام 1918. وحرصاً على إحياء قيم التضامن الإنساني والتخفيف من آثار وتداعيات الحروب والنزاعات والأمراض والأوبئة التي كانت ولاتزال تفتك بالبشر، وبما يساعد في تحقيق التنمية البشرية، نشأت عدة منظمات وهيئات اجتماعية واقتصادية وصحية، من بينها المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لمنظمة الأمم المتحدة (1946)، ومنظمة الصحة العالمية (1948)، التي تتبع بدورها المنظمة الأممية، ومنظمة أطباء بلا حدود (1971)، وهي منظمة تطوعية، مستقلة، تسعى لتقديم الخدمات الطبية في المناطق المنكوبة، إلى جانب عدد من المنظمات ذات الخصوصية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تأسست في عام 1863 من أجل حماية ضحايا النزاعات المسلحة.
جائحة فيروس كورونا.. محدودية أداء المنظومات الدولية الصحية والقانونية
في إطار السعي لحفظ حياة البشرية ولتنظيم وتطوير العلاقات بين الدول والمجتمعات البشرية في فترة ما بعد الحربين العالميتين، وما سبقهما وتخللهما من الأمراض والأوبئة مثل الأنفلونزا الإسبانية التي تفشت في أوروبا والعالم وأدت إلى وفاة أكثر من 50 مليون شخص في عام 1918. وحرصاً على إحياء قيم التضامن الإنساني والتخفيف من آثار وتداعيات الحروب والنزاعات والأمراض والأوبئة التي كانت ولاتزال تفتك بالبشر، وبما يساعد في تحقيق التنمية البشرية، نشأت عدة منظمات وهيئات اجتماعية واقتصادية وصحية، من بينها المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لمنظمة الأمم المتحدة (1946)، ومنظمة الصحة العالمية (1948)، التي تتبع بدورها المنظمة الأممية، ومنظمة أطباء بلا حدود (1971)، وهي منظمة تطوعية، مستقلة، تسعى لتقديم الخدمات الطبية في المناطق المنكوبة، إلى جانب عدد من المنظمات ذات الخصوصية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تأسست في عام 1863 من أجل حماية ضحايا النزاعات المسلحة.
وقد تعززت هذه الجهود مع انتشار كليات الطب والصحة في مختلف أنحاء العالم وزيادة الوعي بأهمية توسيع وتطوير البحث العلمي لمواجهة الأوبئة والأمراض المستعصية، وهو الأمر الذي تبنته أيضاً حكومات الدول المستقلة حديثاً من ربقة الاستعمار، كما ساعد على ذلك فيما بعد نمو دور القطاع الخاص في إنشاء المستشفيات والعيادات التخصصية. وفي ضوء ذلك أصبح الحفاظ على الصحة العامة وعدد المستشفيات والأطباء بالنسبة لكل ألف ساكن/نسمة، أحد معايير التنمية البشرية المعاصرة، كما أصبح جزءاً من خطط الاقتصاديات الدولية المنفتحة ومعاييرها في العمل من خلال تعزيز المسؤولية الاجتماعية التي تشمل دعم القطاعات الصحية والطبية في الدول النامية.
ونتيجة لكل تلك التطورات، راهنت المجتمعات البشرية على أنها أنشأت، مجتمعة ومنفردة، خطوطاً صلبة في مواجهة الأوبئة والأمراض والكوارث، وظنت أن الحقب السوداء التي مرت بها لن تعود، لكن ذلك الظن والرهان تبين ضعفهما ومحدوديتهما مع اختبار جائحة فيروس كورونا، الذي كشف عن ثغرات كبيرة.
لقد تبيَّن أن شبكة المعلومات والأمان الصحي التي أنشأها العالم من خلال منظمة الصحة العالمية ومن خلال المنظمات الأخرى الرسمية والتطوعية، لا تعمل بشكل سليم وجيد وفعَّال، فالمعلومات المتداولة تشير إلى أن الفيروس ظهر في الصين في النصف الثاني من عام 2019، وأصيب به الكثيرون، وتبيَّنت خطورته عملياً منذ وقت مبكر، واستمرت حركة التنقل من المنطقة أو المناطق الموبوءة إلى أنحاء العالم بشكل طبيعي، مما زاد الطين بلة وتزايدت أعداد الإصابات والوفيات في إيطاليا وإيران وإسبانيا، وهو ما اضطر منظمة الصحة العالمية إلى إعلان الوباء جائحة عالمية في 11 مارس 2020، وهو ما اعتبرته كثير من الجهات الصحية قراراً متأخراً وجاء بعد تردد طويل وعدم إفصاح عن المعلومات الكاملة بشأن الوباء. وقد أدى غياب المعلومات الوافية عن هذا الفيروس إلى تأخر الأطباء والعلماء في تشخيص هذا المرض وإيجاد اللقاحات والأدوية اللازمة.
ورغم أن نظم وقوانين منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات فيها الكثير من القواعد التي تدعم الحوكمة والإدارة الرشيدة وتقر المسؤولية القانونية عن أي قصور أو تباطؤ في الاستجابة، إلا أن تفعيل أيٍّ من ذلك لم يحصل حتى الآن رغم الآثار الكارثية للجائحة على المجتمعات البشرية حول العالم.
كما تبيَّن أن موارد الدعم الدولي الإنساني في مواجهة الأوبئة والأمراض والكوارث كانت محدودة للغاية، حيث لم تقدم الأمم المتحدة مساعدات طبية تذكر للدول الموبوءة والفقيرة، والفئات الهشة مثل المهاجرين واللاجئين المنتشرين حول العالم، ومناطق الكوارث والحروب، وهو ما يشير إلى تراجع دور مؤسسات المجتمع الدولي في تفعيل قيم التضامن الدولي.
وبموازاة مع ذلك ونتيجة للآثار الكارثية للجائحة، سارعت الدول بما في ذلك الكبرى منها، إلى إغلاق حدودها والانكفاء على نفسها، وترك الدول والمجتمعات الفقيرة لتواجه مصيرها إزاء هذه الكارثة العالمية، وهو مؤشر خطير على تزايد فكر الانعزال الدولي، وتراجع قيم التضامن الإنساني. وحتى لا نبخس الناس أشياءهم وبعيداً عن حسابات التوظيف السياسي، فلقد قامت عدة دول بتزويد دول أخرى بمعدات ومساعدات طبية لمواجهة الكارثة.
إن ما سبق جزء من مظاهر متعددة للاختلالات الدولية الصحية والقانونية التي كشفت عنها الجائحة، الأمر الذي يستدعي تدخلات قوية ومؤثرة لإعادة إحياء قيم وقواعد وأحكام التضامن الدولي الإنساني على أسس صلبة وسليمة.
المحتوى
أبحاث و دراسات باللغة العربية
التكييف القانوني للجائحة «الكورونية» على ضوء الثوابت الدستورية والدولية والمبادئ القانونية المستقرة … بين صلابة المسلّمات ومرونة الاعتبارت: دراسة مقارنة
د. محمود المغربي
أستاذ القانون المدني المساعد
كلية القانون الكويتية العالمية
د. بلال صنديد
أستاذ القانون العام المشارك
كلية القانون الكويتية العالمية
حماية المواعيد الإجرائية في ظل التعديلات التشريعية لمواجهة الأزمة الصحية لجائحة كوفيد19-: دراسة تحليلية مقارنة بين القانونين الفرنسي والكويتي
د. سماح خمان
أستاذ قانون المرافعات المساعد
كلية القانون الكويتية العالمية
أجر العامل وجائحة فيروس كورونا: قراءة جديدة لنص المادة (61) من قانون العمل الكويتي رقم 6 لسنة 2010
د. مرضي عبيد العياش
أستاذ مشارك - كلية الحقوق - جامعة الكويت
د. سامي مطرد الهذال
أستاذ مساعد - قسم القانون
كلية الدراسات التجارية - الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب - الكويت
إجلاء ضحايا الاتجار بالبشر من دولة الكويت خلال جائحة فيروس كورونا 2020 في ضوء بروتوكول منع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص وخاصة النساء والأطفال المكمل لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية
د. ندى يوسف الدعيج ود. عيسى حميد العنزي
أستاذا القانون الدولي العام المساعدين
كلية الحقوق، جامعة الكويت
الأحكام القضائية أثناء عطلة جائحة فيروس كورونا الاستثنائية في الكويت بين المشروعية والبطلان
المستشار الدكتور
عادل بورسلي
الأدوات الدستورية والتشريعية لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد في النظام القانوني الكويتي
د. خالد فايز الحويلة
أستاذ القانون العام المساعد
قسم القانون - كلية الدراسات التجارية - الهيئة العامة للتعليم التطبيقي - الكويت
تأثيرات جائحة فيروس كورونا على عقد العمل بين الظروف الطارئة والقوة القاهرة
د. أنـس فيصل التـورة
أستاذ القانون المدني المساعد
كلية الحقوق - جامعة الكويت
الخيارات القانونية المتاحة لأطراف العقد التجاري في مواجهة جائحة فيروس كورونا … وسلطة القاضي في إعادة التوازن الاقتصادي للعقد
د. فارس محمد العجمي
أستاذ القانون التجاري المساعد
قسم القانون - كلية الدراسات التجارية - الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، الكويت
جريمة التسبب بنقل الأمراض السارية للغير: دراسة تحليلية للبند الثالث من المادة (17) من القانون الكويتي رقم 8 لسنة 1969 المعدل بالقانون رقم 4 لسنة 2020 بالاحتياطات الصحية للوقاية من الأمراض السارية
أ. حمد فيصل عبد الله الكندري
ماجستير في القانون العام
كلية القانون الكويتية العالمية
تدابير حالة الطوارئ لمكافحة جائحة فيروس كورونا والحريات العامة
أ. د. يوسف البحيري
أستاذ القانون الدولي العام وعميد سابق
كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية
جامعة القاضي عياض، مراكش، المغرب
التنظيم القانوني لمواجهة جائحة فيروس كورونا في التشريعات الأردنية والاتفاقيات الدولية: دراسة مقارنة
أ. د. ليث كمال نصراوين
أستاذ القانون الدستوري
كلية الحقوق - الجامعة الأردنية
الفرصة الأفضل للحياة وتزاحم حقوق المرضى في الأزمات الصحية: أزمة فيروس كورونا أنموذجاً … دراسة تحليلية في القانون المدني
أ. د. محمد سليمان الأحمد
أستاذ القانون المدني - جامعة السليمانية - العراق
وأستاذ زائر جامعة الشارقة - الإمارات
د. عبد الكريم صالح عبد الكريم
أستاذ القانون المدني المساعد
جامعة دهوك - العراق
جائحة فيروس كورونا وأثرها في أحكام القوانين الإجرائية: دراسة مقارنة
أ. د. ياسر باسم ذنون السبعاوي
أستاذ قانون الإثبات والمرافعات المدنية
كلية الحقوق، جامعة الموصل - العراق
بعض صور الحماية القانونية في زمن جائحة فيروس كورونا
أ. د. يوسف عبيدات
أستاذ القانون المدني
كلية القانون، جامعة اليرموك - الأردن
قراءة قانونية لفيروس كورونا المستجد
أ. أحمد علي حسن آل علي
باحث دكتوراه
كلية القانون - جامعة الشارقة - الإمارات العربية المتحدة
أ. د. صالح أحمد اللهيبي
أستاذ القانون المدني
كلية القانون - جامعة الشارقة - الإمارات العربية المتحدة
دور الضبط الإداري في الحد من انتشار وباء فيروس كورونا بالجزائر
د. أحسن غربي
أستاذ محاضر «أ»(مشارك) - القانون العام
كلية الحقوق والعلوم السياسية - جامعة 20 أوت 1955- سكيكدة - الجزائر
المواجهة الجنائية لجائحة فيروس كورونا المستجد في التشريعات الصحية لدول مجلس التعاون الخليجي
د. محمد نواف الفواعرة
أستاذ القانون الجزائي المشارك
كلية الحقوق - الجامعة الأردنية
د. عبد الله محمد احجيله
أستاذ القانون الجزائي المساعد
كلية القانون - جامعة اليرموك - الأردن
الوسائل القانونية الخاصة بمواجهة آثار جائحة فيروس كورونا المستجد على العلاقات التعاقدية: دراسة في القانونين الفرنسي واللبناني
د. أحمد إشراقية
أستاذ القانون الخاص المشارك
كلية الحقوق والعلوم السياسية - الجامعة اللبنانية
جائحة فيروس كورونا وأثرها على تنفيذ الالتزامات العقدية
د. ياسر عبد الحميد الإفتيحات
أستاذ القانون المدني المشارك
كلية القانون - جامعة الغرير - الإمارات العربية المتحدة
أبحاث و دراسات باللغة الأنجليزية
اختبار قدرة الديموقراطية على التحمل: تحليل استجابة الحكومة النيوزيلندية لجائحة كوفيد 19 من منظور دستوري
د. مايرا ويليامسون (*)
جامعة وايكاتو، نيوزيلندا
مخاوف إزاء ظهور إطار قانوني أخلاقي للتصدي للتحديات العالمية للحق في الحياة والحق في الصحة خلال جائحة كوفيد 19
د. شريفه المهنا
أستاذ القانون الدولي العام المساعد
كلية القانون الكويتية العالمية
التحديات القانونية للتجارة الإلكترونية في الكويت خلال جائحة كوفيد 19
هبة نصار الخالدي
باحث دكتوراه
جامعة ليدز، المملكة المتحدة